يسعى الحاذق الأرب إلى تطوير ذاته لينتشلها من شرنقة الجهل المعتمة ،إلى أفق المعرفة المشرق فهو في حركة دأوبة لاتكل ولا تمل من نهم البحث عن الحقيقة المغيبة عن ذاته، يتساءل كلما مسك خيطاً منها هل ياترى ذلك ماكنّ نبغ ؟ وهل ياترى هل تتبعها سيؤدي إلى غايتي التي أنشدها ؟وما يلبث إلا وتنقله تلك الحالة التي يتدرج فيها ليصل إلى نهاية الأمر وهي أن المعرفة محيط قد بعدت أطرافه كل البعد، وغار قعره فلا يكاد يسبر وكلما انتشت روحه لخوض ذلك المحيط أدرك أن المحيط تعترضه محيطات أخر وأنه كسب حقيقة مغيبة عن الكثير وهي أنه يزداد مع المعرفة قناعة بعظم خارطة الجهل في عقله وبينما هو على تلك الحالة من تغذية عقله من فنون العلم والمعرفة التي سطرها عباقرة العالم من فرائد إبداعهم في الحياة، إذ بشعور غريب يلامس أعماق تفكيره فيكبح جماح نفسه عن الخوض في غمار السباق المعرفي وهو هل يا ترى تكبدي ألآم الحياة سأنجز ما أصبو إليه أم أن الحياة ستقف أمام مشروعي مؤذنة بنهايتها المحتومة التي قدرها الله لها وتبدأ دائرة ذلك التساؤل تزداد اتساعاً كلما عظمت مشقة الكفاح التي يبذلها في سبيل المعرفة التي يرجو من ورائها كشف غمة الجهل عن عقله يبقى صدى السؤال مطبقا على أذنيه هل يا ترى ذلك العالًم العظيم باق أم قد أزف على الرحيل، أحسب أن هذا التساؤل المؤرق للعقول هو العلة التي أعيت الطبيب المداوي بعد أن أصبح صاحبها يتأرجح بين الأمل والأجل
الاثنين، 26 مايو 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق