الاثنين، 26 مايو 2008

القيم بين الطبع و التطبع


إن من دواعي سروري التي لم أستطع كتمانها مناظر بكل أمانة أثارت انتباهي، و استهوت على مكامن الإعجاب في نفسي وهو ما رأيته وشاهدته ورصدته من قيم حضارية ،ومثل راقية تمثلت في سلوكيات كثير من إخواني المبتعثين الذين كانوا خير سفراء لتمثيل بلادنا في الخارج الابتسامة ترتسم على محياهم لتبعث بالاطمئنان في قلب من يلقوه بغض النظر عن الدين والجنس متبوعة بالمساعدة التي يعرضونها قبل أن يسألها من يريدها فكأني بالشاعر الجاهلي كان يقصدهم حينما قال

تراه إذا ما جئته متهللا *****كأنك تعطيه الذي أنت سائله

الدقة كل الدقة في المواعيد ولاسيما إذا كانت مع الانكليز أنفسهم النظام كل النظام في قيادته للمركبة فتراه يبتعد عن استخدام المنبه درأ لإزعاج الآخرين، التقيد بالسرعة القانونية إتباع كافة الإجراءات المروية وان انتقلت إلى البعد الأخر فيما يتعلق بأجرة البيت رأيته يبادر إلى دفع الأجار ربما قبل أوانه ولا أكون مبالغاً إن قلت إن الرقي السلوكي تجاوز كل ذلك وذهب إلى أبعد منه وهو الالتزام برمي النفايات في الحاوية المخصصة لها والحديث يطول لو ذهبت إلى سرد تلك السلوكيات الحضارية التي تثلج القلب ولكن اسمحوا لي أحبتي الكرام هناك أسئلة تعتلج في خاطري وهي هل يا ترى هذه السلوكيات ستدوم معنا حتى بعد انتقالنا إلى بلادنا، هل يا ترى سنتعامل بها مع الآخرين هل يا ترى سيتأثر الآخرون بها، هل يا ترى سنعممها في مجتمعنا لنرقى به إلى مصاف الشعوب المتحضرة أم أننا مع الأسف سنتركها حالة تركنا لتلك البلاد والانتقال إلى بلادنا فتكون تطبعاً لا طبعاً متأصلاً في النفس ينطبق عليه قول المتنبي

وأسرع شيء رأيت تغيرا **** تكلف طبع من طباعك ضده

أمنيتي من القلب أن تكون سلوكيات نابعة من أعماق القلب لا تطبع يفرضه سيف النظام المصلت على الرقاب


ليست هناك تعليقات: